الاثنين، 27 أبريل 2015

الخطاب الاعلامى بين التقليد والتحديث (قضية امال حمدى)

الخطاب الاعلامى بين التقليد والتحديث
(قضية امال حمدى)
--------------------------------

دأب الاعلام فى الاونة الاخيرة على اعتماد سياسات اعلامية عقيمة وهى سياست كلها من فترة الستينات التى كان فبها محطات اذاعة حكومية وتلقزيون حكومى فقط
فكان يشكل الراى العام كيفما يشاء دون ان يستطيع اى شخص يكذب تلك الاخبار لعدم وجود اى بديل اخر اللهم الا اذاعة لندن والتى كان الاعلام يوصفها بالمغرضة 
وهى سياسة اثبتت الايام فشلها على كافة الاصعدة لان وخاصة بعد ظهور الحقائق على ارض الواقع 
واكبر مثال هو اعلام سنة 67 بعد اوهم الناس ياشياء واشياء ظهرت الحقيقة المرة بنكسة رهيبة على الوطن والمواطنين 
الاعلام فى العصر الحالى اعتمد على سياسة شغل الناس بقضايا وموضوعات مثيرة حتى يشتت انتباه الناس عن بعض الحقائق السياسية او الاقتصادية 
مثال خناقات شوبير ومرتضى 
توقيع لاعب لنادى الاهلى والزمالك فى وقت واحد 
القبض على احد الفنانين فى شقق الدعارة او اوضاع الدعارة بالفنادق 
وليس قضية وفاء عامر وحنان ترك ببعيدة ولا موضوع شيرين رضا ببعيد 
سبب ذكر ما سبق 
ان نفس العقلية ونفس السياسية الاعلامية التى تناولت موضوع القبض على امل حمدى وهى نكرة فنية ولا يعرفها اى احد على الاطلاق 
واذا بكافة المنصات الاعلامية تصدير الخبر - القبض على فنانة تمارس الدعارة باحد الفنادق مع شخصية خليجية 
فيبدا الحديث من الكل بحثا عن تلك الفنانة والاشاعات تجرى انها الفنانة قلانة لا علانة وهكذا ثم يتم التصريح باسم المقبوض عليها بعد تم الاستفادة من الخبر كالهاء للناس .
مع نشر الخبر بالقنوات الفضائية ومداخلات من نقابة الممثلين بالنفى وهكذا 
حتى الناس الان عرفوا تلك السياسة بكلمات عبقرية - وهى شوفت العصفورة - 
متى نرى اعلام حقيقى للناس وليس على الناس 

http://www.shabka-news.com/

الحصار :The Siege

الحصار (بالإنجليزية:The Siege)

===================


شاهدت فيلم الحصار
  وهو عبارة دراسة بصرية عن جذور الارهاب من خلال حبكة انسانية اقرب الى الحياد فى طرح كافة وجهات النظر ابتداء من الولايات المتحدة (التى وضعت اسس الارهاب العالمى ) والعرب والشرق الاوسط ) المنكوب من عدة جهات )
حيث عهد السيناريست الى البحث والتنقيب عن الجذر الحقيقى للارهاب وليس الجرى وراء المفجرين او الذين يقوموا بعمليات ارهابية 
كان السؤال لماذا يقوم هؤلاء بالارهاب ؟
وماهى الدوافع التى تجعلهم يقتلون انفسهم ؟
وكانت البداية فى الفيلم القبض على شيخ فى صحراء (بدون تحديد ) بعد تفجيرات لقاعدة امريكية بالمملكة السعودية 
 وكأن الشرق الاوسط كله كتلة واحدة صماء وكأن من حق امريكا العبث فى اى مكان طالما رات ان هذا الرجل يستحق القبض عليه او قتله 
وردا على القبض على الشيخ تحدث انفجارات فى نيويورك متتابعة ويتحرك رجل الاف بى اى القوى فى كل الاتجاهات للوصول لحل لتلك العمليات الارهابية ولكن دوما هناك معلومة ناقصة 
تظهر امراءة من  مجلس الامن القومى ويشك بها ويعرف منها لاحقا انه تسيطر على بعض العناصر العربية لتديرها كمنبع للمعلومات عن الخلايا الارهابية الاخرى 
تتصاعد الاحداث وتتزايد العمليات الارهابية وينعقد الكونجرس لمناقشة الوضع لنرى كيفية مناقشة تحديد مصير الشعوب 
نرى رجال يتصارعوا باسم الانسانية ( وهم وحوش ضارية ) ومرة باسم الاخلاق ( وهم دون ذلك ) وسيدة  مجلس الامن القومى حاضرة لتلقى قنبلة فكرية منتهى الخطورة وهى ان ان الخلايا الارهابية اصبحت مستقلة عن بعضها البعض وربما لا يعرف بعضها الان 
وتزداد العلميات الارهابية توحشا فيتم الايعاز الى الرئيس بانزال الجيش للسيطرة على المدينة لاقتلاع جذور الارهاب من خلال قائد شرس لا يهمه الا الامن فقط من وجهة نظره دون مراعاة لاى شئ ويتم الانزال ويتم الشك فى كل العرب والمسلمين الذين يسكنون نيويورك دون تميز كأنهم كتلة واحدة 
ويتم القبض على الكثيرون سواء كبار السن او اطفال ومن ضمن الاطفال ابن مساعد رجل الاف بى اى     
يتم القبض على رجل الاف بى اى  اثناء محاولة منه للقبض على احد المصادر
   ولكن بعد التعرف عليه يتركه الجنرال ولكنه يطلب مصدره وهنا نرى حوار بين الثلاثة ( قائد الجيش - سيدة  مجلس الامن القومى - رجل
الاف بى اى)   

لنرى كيفية النظر للانسان بناء على الهوية العربية والاسلامية من وجهة نظر الثلاثة وجاء على لسان رجل الاف بى اى عبارات منتهى القوة وهى نصا ( نخرق القانون ونقطع الدستور لاننا نعذبه) 
وقبل النهاية نظرا لان رجل الاف بى اى باحث عن الجذور الحقيقية للارهاب والتى يخلص منها ان امريكا هى السبب فى الارهاب سواء عن طريق المساعدات  المالية للجماعات او التدريب العسكرى لهم للمساعدة فى ازاحة رئيس او ملك ثم تركهم فى منتصف الطريق ليفتك بهم ذلك الرئيس او الملك 
او من خلال الامتهان لكرامة العربى والمسلم الامريكى الجنسية والذى يتمتع بكافة حقوق المواطنة
 ولكن اذا حدث حادث ارهابى الكل مشكوك فيه الى ان يثبت العكس 
الفيلم سينمائى من الدرجة الاولى اى لايعتمد على فكرة الحدوتة - بداية وعقدة وحل 
الفيلم وثيقة بصرية جمالية كأنها لوحة مرسومة بعناية فائقة
السيناريست الرائع حدد الاطار والتفاصيل فلم يترك شاردة او واردة الا وضعها فى المكان المناسب 
وجاء المخرج العبقرى المحب للوحة المرسومة واضاف لها من روحه لتلوين تلك اللوحة ليبرز المعانى المراد ارسالها للمتفرج حتى تشع اللوحة اكثر واكثر 
باستخدام كل الفنون وليس فن واحد مثل التصوير واماكن التصوير المتعددة واختيار الممثليين وخاصة العرب منهم 
لذا اعتبر المخرج كان مكمل للسيناريست لاظهار الابداع البصرى والفكرى من خلال الشريط السينمائى 

اما عناصر التمثيل وهو من اهم فنون السينما ان لم يكن فن السينما قائم عليه 

العملاق دنزل واشنطن

 حضور طاغى امتلاك لاداوته التعبيرية يشكل يصعب وصفه 
لانه كان التمثيل من الداخل الذى يعتصر نفسه داخليا ثم يظهر ذلك من خلال ادواته الفنية سواء نطقا او حركة او من خلال العيون  او الصمت الجميل 
فهذا الممثل لابد من اقامة جائزة له تفوق الاوسكار لقدرته التمثيلية الغير عادية 

آنيت بنينغ 

الغوص فى الشخصية والتماهى معها ونسيان الانوثة لصالح العمل ككل 
تونى شلهوب

 العربى الامريكى المنتمى لامريكا ومساعد رجل الاف بى اى يعرف حقيقة امريكا العنصرية عند القبض على ابنه اداء تمثيلى طبيعى للغاية 

بورجيلة 

اداء متوتر ومشحون جيدا 
بروس ويليس

 اداء فاتر جدا لا يليق بجنرال بالجيش 
----------------------------------------------------
الفكرة بالفيلم حتى لاتضيع من خلال الفرجة الممتعة او نقدى الان هى 
ان امريكا هى الجذر الحقيقى للارهاب من خلال المساعدات المالية او من خلال التدريب العسكرى 
ان تضارب الاجهزة داخل امريكا سواء الجيش او المخابرات او مجلس الامن القومى او الاف بى اى ومحاولة رجال كل جهاز اظهار انه الحامى لامريكا يصنع الارهاب دون ان يشعروا 
----------------------------------------------------------
الفيلم لا يستحق المشاهدة فحسب بل لابد من تدريسه عن كيفية البحث الحقيقى من خلال سيناريو ممتاز واخراج اكثر من رائع وتمثيل مبهر